فجر الاسلام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الشيخ مصطفى بن عبد اللطيف بن ال هارون


    فى ظلال سورة الفاتحه

    الشيخ مصطفى بن عبد اللطيف
    الشيخ مصطفى بن عبد اللطيف
    Admin


    عدد المساهمات : 64
    تاريخ التسجيل : 07/11/2009
    العمر : 38
    الموقع : https://fajreleslam2020.yoo7.com

    فى ظلال  سورة الفاتحه  Empty فى ظلال سورة الفاتحه

    مُساهمة من طرف الشيخ مصطفى بن عبد اللطيف الأحد ديسمبر 12, 2010 1:19 pm

    االسلام عليكم ورحمة الله ...

    كما وعدتكم في هذه السلسلة ( في ظلال آية ) ... هذه هي السورة الأولى التي سنتكلم عنها ...
    سورة كلنا يعرفها ويحفظها ويقرأها في كل يوم خمس مرّات وربما أكثر ... هي أعظم سورة في القرآن
    ولم ينزّل على أي رسول مثلها ممن سبقوا نبينا محمد – عليه الصلاة والسلام - ... هي السبع المثاني
    وأم القرآن وهي " الفاتحة " ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
    ((ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن وهي السبع المثاني ... وهي مقسومة بيني وبين عبدي نصفين ))رواه الترمذي و النَسائي عن أبي هريرة .
    و معنى السبع المثاني : وهي سبع آيات تكرر فيها المواعظ والعبر . وهي الفاتحة . ( لم أجد إلا هذا التفسير )
    ومعنى مقسومة بيني وبين عبدي نصفين ...
    قال أبو هريرة ... سمعت رسول الله يقول (( قال الله عز وجل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين , ولعبدي ما سأل
    , فإذا قال العبد : " الحمد لله رب العالمين " قال الله : حمدني عبدي , وإذا قال " الرحمن الرحيم " قال الله : أثنى
    عليّ عبدي , فإذا قال : " مالك يوم الدين " قال : فوّض إلي عبدي , فإذا قال " إياك نعبد وإياك نستعين " قال : هذا
    بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل , فإذا قال " اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب
    عليهم ولا الضاّلين " قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل )
    وهناك الكثير من الأحاديث التي تبين فضل هذه السورة وشدّة أهميتها بالنسبة لنا ... ولكن نكتفي بهذا القدر لكي لا يطول
    الموضوع .
    والآن نأتي لتفسير الفاتحة .... والتفسير من كتاب مختصر التفسير لابن كثير ... اختصار وتحقيق محمد علي الصابوني

    ((( الحمد لله ربِّ العالمين ))) :
    الحمد لله : الشكر لله خالصاً دون سائر ما يعبد من دونه ...ودون كلَ ما برأ من خلقه و الحمد لله ثناء ٌ أنثنى به على
    نفسه ... وفي ضمنه أمر عبادة أن يثنوا عليه .
    ربِّ العالمين : الربٌّ هو المالك المتصرف ويطلق في اللغة على السيّد وعلى المتصرف للإصلاح وكل ذلك في صحيح
    حق الله تعالى ... و" العالمين " .. جمع عالم وهو كل موجود سوى الله عزّ وجلّ .
    ((( الرحمن الرحيم ))) :
    قال القرطبي : إنما وصف نفسه بالرَحمن الرحيم بعد قوله (( ربّ العالمين )) ليكون من باب قرن الترغيب بالترهيب
    كقوله تعالى (((إن ربّك سريع العِقاب وإنهُ لغفور رحيم ))) . فالربّ فيه ترهيب ... والرحمن الرحيم فيه ترغيب .
    (((ملك يوم الدين ))) : مَلك أو مالك – حسب القرّاء - :
    ومالك مأخوذ من المِلك كقوله تعالى (( لمن المُلك اليوم )) ؟ .. وتخصيص الملك بيوم الدين لا ينفيه عما عداه , لأنه
    تقدم الإخبار بأنه ربّ العالمين وذلك عام في الدنيا والآخرة .
    والمِ ذلِكُ في الحقيقة هو الله عز وجل فأما تسمية غيره بملك في الدنيا فعلى سبيل المجاز .
    والدين : الجزاء والحساب .. قال رسول الله ( الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ) أي حاسب نفسه .
    ((( إياك نعبد وإياك َ نستعين ))) :
    العبادة : هي من يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف , و كرر للاهتمام والحصر ... أي لا نعبد إلا إياك ولا نتوكل إلا
    عليك ... وهذا هو كمال الطاعة والدين يرجع كله إلى هذين المعنيين , فالأول تبرا من الشرك والثاني تبرأ من الحوْل
    والقوّة والتفويض إلى الله عزّ وجلّ ... وقد قدّم " إياك نعبد " على " إياك نستعين " لأن العبادة هي المقصودة والاستعانة
    هي وسيلة إليها والأصل أن يقدم ما هو الأهم فالأهم .
    ((( اهدنا الصراط المستقيم ))) :
    لما تقدم الثناء على المسؤول تبارك وتعالى ناسب أن يعقب بالسؤال ... وهذا أكمل أحوال السائل أن يمدح مسؤوله ثم
    يسأل حاجته لأنه أنجح للحاجة وأنجع للإجابة .
    والهداية هنا : الإرشاد والتوفيق
    و الصراط المستقيم : في اللغة ... الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه ... وفي الشرع اختلف المفسرون في معناه
    و إن كان يرجع حاصلها إلى شيء واحد وهو ( المتابعة لدين الله ورسوله )) .
    ((( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ))) :
    " صراط الذين أنعمت عليهم " ... مفسر للصراط المستقيم والذين أنعم عليهم الله هم المذكورون في قوله تعالى
    ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم ................) إلى آخر الآية .
    " غير المغضوب عليهم ولا الضالين " ...
    املغضوب عليهم وهم الذين علموا الحقّ وعدلوا عنه , و الضالين هم من فقدوا العلم فهم هائمون في الضلالة لا يهتدون إلى
    الحق ّ ... وأكد الكلام بــ " لا " ليدل على أن ثم َّ مسلكين فاسدين وهما : طريقة اليهود وطريقة النصارى فجيء بــ " لا "
    لتأكيد النفي والتفريق بين الطريقتين ليتجنب كل واحدٍ منهما , فإن طريقة أهل الإيمان مشتملة على العلم بالحق والعمل به
    واليهود فقدوا العمل والنصارى فقدوا العلم ... ولهذا كان الغضب لليهود والضلال للنصارى .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 2:30 pm